(٢) قال القاري: هو إما محمول على أيام خلافته أو مقيد ببعد أبي بكر، أو المراد في باب العدالة أو في طريق السياسة ونحو ذلك جمعًا بين الألفاظ الواردة في السنة، قال الطيبي: جواب قسم محذوف وقع جوابًا للشرط على سبيل الأخبار، كأنه أنكر عليه قوله: يا خير الناس، لقوله: ما طلعت الشمس إلخ، انتهى. وقال أيضًا بعد قول الترمذي: حديث غريب، قيل: نقل في الميزان عن أهل الحديث تضعيفه، أقول: ويقويه ما في الجامع من أن قوله: ما طلعت الشمس رواه الترمذي والحاكم عن أبي بكر مرفوعًا، وقد أخرج البغوي في الفضائل عن ثابت بن الحجاج قال: خطب عمر ابنة أبي سفيان فأبوا أن يزوجوه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بين لابتي المدينة خير من عمر، ولا شك أن المراد بعده صلى الله عليه وسلم للإجماع وبعد أبي بكر، انتهى. قلت: لا شك أن حديث الباب أخرجه الحاكم في المستدرك برواية بشر بن معاذ عن عبد الله بن داود، وقال في آخره: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، لكن لم يقره عليه الذهبي، بل قال: عبد الله ضعفوه، وعبد الرحمن متكلم فيه، والحديث شبه موضوع، انتهى. وقال أيضًا في الميزان في ترجمة عبد الله بن داود: وتكلم فيه ابن حبان وابن عدي في ترجمته عن عبد الرحمن، فذكر حديث الباب، وقال: هذا كذب، وقال الحافظ في التقريب: عبد الرحمن القرشي التيمي ابن أخي محمد بن المنكدر مجهول، وقال في التهذيب: قال العقيلي: لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به، انتهى.