للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، ومن خص الأول فله أن يخص الثاني بدليل التخصيص.

قوله [لو كان نبي بعدي إلخ] ولا تخصيص فيه له (١)، بل لو كان بعده صلى الله عليه وسلم نبي لكان أولاهم بالتخصيص وأحقهم بالنبوة أبا بكر في زمان خلافته، ثم عمر في أيامه، ثم عثمان، ثم على، إلى غير ذلك، ولا يدل الحديث على تخصيص عمر بالنبوة (٢).

قوله [فأعطيت فضلي إلخ] ولا يلزم بذلك فضل له عليه، ولعله شرب (٣) قبله شيئًا كثيرًا منه، وإن لم يره النبي صلى الله عليه وسلم أو لم يذكره. قوله [بم سبقتني إلى الجنة] وكان سبقه عليه سبق النقيب على أميره أو الخادم على مخدومه لما فيه مصلحة، أو صاحب السراج على من خلفه لا لكرامة لهؤلاء على هؤلاء، بل لموجب أوجب


(١) كما يؤمى إليه قوله صلى الله عليه وسلم لعلى: أنت منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، قال القاري تحت حديث على هذا: فيه إيماء إلى أنه لو كان بعده نبي لكان عليًا. وهو لا ينافي ما ورد في حق عمر صريحًا، لأن الحكم فرضي وتقديري، فكأنه قال: لو تصور بعدي نبي لكان جماعة من أصحابي أنبياء ولكن لا نبي بعدي، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: لو عاش إبراهيم لكان نبيًا، انتهى.
(٢) نفى الخصيصة بمعنى نفي نبوة الغير. وإلا فظاهر أن الحديث ورد مورد المنقبة والفضيلة الدالة على الخصوصية.
(٣) أي قبل الصديق الأكبر، وهذا إذا أريد بالعلم علم الحقائق، وأما إذا أريد علم السياسة عامة الشراح فلا حاجة إلى التوجيه، فإن الفضل الجزئي لعمر حاصل، قال القاري: (ثم أعطيت فضلي) أي سوري الكثير الخالص (عمر بن الخطاب) فلا ينافي أن سوره حصل للصديق فإنه كان قليلاً جدًا، ولا أن سورة لعثمان وعلي أيضًا وصل، فإنه لهما لم يكن صافيًا، وتقدم البسط في ذلك في هامش أبواب الرؤيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>