للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله [فإذا حبشية تزفن (١)] وليست لها من الحركات ولا الأصوات والنغمات ما فيه فتنة، وأنت تعلم أنها كانت حبشية، فمن أين لها وجه تفتن به الناس، ثم إن بعد ذلك كله كانت أمة وإلا فمن لها أن تكون بالمدينة، فليس وجهها وكفاها بل ولا ذراعاها وصدرها ورأسها عورة، فقياس رقص نساء الهند على رقص الحبشية قياس لله در قائسيه، أسلمهم التفقه زمامها (٢) وألقى إليهم الفتيا لجامها.

قوله [قد فروا من عمر] ولا يستلزم اجتماعهم هناك كون هذا الفعل حرامًا، بل إنما اجتمعوا هناك ليجمعوهم على لعب ينجر في الآخرة إلى حرمة، أو الجواب عنه مثل ما مر من أنهم يفرون منه، فكيف هؤلاء الذي لم يكون من فعلهم على حرمة.

قوله [فإن يك في أمتي أحد إلخ] لكنه أورد ذلك في صورة الشك (٣) بناء


(١) بسكون الزاي وكسر الفاء ويضم: أي ترقص، كذا في المرقاة.
(٢) كذا في الأصل، والحق التذكير.
(٣) قال الحافظ: قيل لم يورد هذا القول مورد الترديد فإن أمته أفضل الأمم، وإذا ثبت أن ذلك وجد في غيرهم فإمكان وجوده فيهم أولى، وإنما أورده مورد التأكيد، كما يقول الرجل: إن يكن لي صديق فإنه فلان، يريد اختصاصه بكمال الصداقة لا نفي الأصدقاء، وقيل: الحكمة فيه أن وجودهم في بني إسرائيل كان قد تحقق وقوعه، وسبب ذلك احتياجهم حيث لا يكون حينئذ فيهم نبي، واحتمل عنده صلى الله عليه وسلم أن لا تحتاج هذه الأمة إلى ذلك لاستغنائها بالقرآن عن حدوث نبي، وقد وقع الأمر كذلك، إلى آخر ما بسطه.

<<  <  ج: ص:  >  >>