للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السرور (١) والبكاء في كليهما إذا الأمر فظيع.

قوله [سألتها] وإنما كانت سألتها بما لها من الحق (٢) عليها لكونها زوج أبيه، فلما سلمت حقها ذلك وأخبرت علم حق أزواج النبي صلى الله عليه وسلم على الأمة خاصة وعامة، وبذلك يصح إيراد الحديث هاهنا.

قوله [وإذا مات صاحبكم فدعوه] أراد بالصاحب (٣) نفسه، والمعنى إذا مضيت عنكم فلا يهمنكم شأني واتركوني مشتغلين بطاعاتكم وعباداتكم، أو المراد


(١) لا سيما إذا كانت بين القصتين برهة من الزمان.
(٢) كما في المشكاة برواية الشيخين عن عائشة، وفيها: فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها عما سارك، قالت: ما كانت لأفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره، فلما توفي قلت: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما أخبرتني، قالت: أما الآن فنعم، الحديث. قال القاري: قوله من الحق أي من الأمومة الثانية، أو الأخوة، أو المحبة الصادقة، أو المودة السابقة، فما موصولة. انتهى.
(٣) قال القاري: إذا مات صاحبكم أي واحد منكم، ومن جملة أهليكم فدعوه، أي اتركوا ذكر مساويه، فإن تركه من محاسن الأخلاق، ولهم صلى الله عليه وسلم على حسن المعاملة مع الأحياء والأموات، وقيل: إذا مات اتركوا مجيته والبكاء عليه، والأحسن أن يقال: فاتركوه إلى رحمة الله تعالى، وقيل: أراد به نفسه الشريفة، أي دعوا التحسر والتلهف علي، فإن في الله خلفًا عن كل فائت، وقيل: معناه إذا مت فدعوني، ولا تؤذوني بإيذاء عترتي وأهل بيتي، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>