للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لما حضر في الثاني وحضوره في الثالث متواتر عليه الأخبار، كيف وقد حضر الحجة الأولى أخوه (١) فهل ترى جابر بن عبد الله لم يعلم بحال أخيه وأصحابه الآخرين حضروا بيعة العقبة الأولى بل الجواب (٢) أن ذكر العدد الخاص لا ينفي ما فوقه.

قوله [فيها جمل لأبي جهل] هذا لا يصح (٣) فإن جمل أبي جهل نحر في العمرة الحديبية (٤)، ولو سلم ففي عمرة القضاء ولم تصل توبة بقائه إلى حجة


(١) يحتاج إلى تحقيق ولم أعرف من أخوه الذي حضر الأولى.
(٢) وقال الشيخ محب الدين الطبري لعل جابرًا أشار إلى حجتين بعد النبوة وقال ابن حزم حج واعتمر قبل النبوة وبعدها وقبل الهجرة وبعدها حججًا وعمرًا لا يعلمها إلا الله، كذا في الخميس، قلت: لكنهم لا خلاف بينهم في أنه صلى الله عليه وسلم لم يحج بعد الهجرة إلا مرة واحدة.
(٣) كما بسط الكلام على ذلك في الأوجز.
(٤) فقد أخرج أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدى عام الحديبية في هداه جملاً كان لأبي جهل، الحديث، وكذا ذكر أصحاب السير من الخميس وغيره، ومعنى قوله لو سلم يعني لو سلم أنه لم ينحر في الحديبية، ولعل وجهه ما في كتب السير من الخميس وغيره أن جعل أبي جهل هذان د من بين الهدايا وذهب مكة ودخل داره فتعاقبه جمال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراد سفهاء قريش أن لا يردوه فمنعهم سهيل بن عمرو وهو المؤسس لبنيان الصلح فنحره أيضًا، انتهى، فلعل منشأ قوله لو سلم نده وذهابه إلى مكة لكنه نحر أيضًا، فتأمل.

<<  <  ج: ص:  >  >>