للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طريق جعرانة الذي أتى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم [طريق] فاعل جاء وموصوف بصفة [جمع ببطن سرف] ولعل مفعول جمع محذوف أي طريقي (١) الحرمين فليسأل وكان صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة والطائف وحنين ذهب إلى أوطاس فلما فرغ منهم أتى الجعرانة.

قوله [سئل ابن عمر في أي شهر اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم] لم يستوعب الرواية بل أخذ منها ما تعلق به غرضه وهو بيان عمرته صلى الله عليه وسلم في رجب ولقد علم بهذه الرواية بتمامها (٢) أينما تذكر أن الرد على العالم وإن كان أدون من الراد رتبة ينبغي أن يكون بأحسن وجه كما فعلته عائشة رضي الله عنها فإنها بينت فضله أو لا بأنه لم يتخلف عنه صلى الله عليه وسلم في عمرة حتى يظن به الجهل عن حاله صلى الله عليه وسلم، ثم بينت أنه اعتراه (٣) في ذلك سهو، وكيف ترى الراد (٤) على ابن عمر حين رأى نفسه


(١) والأوجه طريقي مكة والجعرانة.
(٢) فقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحهما عن مجاهد قال دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد فإذا عبد الله بن عمر جالس إلى حجرة عائشة وإذا أناس يصلون في المسجد صلاة الضحى قال فسألناه عن صلاتهم فقال بدعة ثم قال له عروة كم اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم قال أربع إحداهن في رجب فكرهنا أن نرد عليه قال وسمعنا استنان عائشة أم المؤمنين في الحجرة فقال عروة يا أماه ألا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن قالت عائشة ما يقول قال يقول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمرات: إحداهن في رجب قالت يرحم الله أبا عبد الرحمن ما اعتمر عمرة إلا وهو شاهده وما اعتمر في رجب قط.
(٣) كما يدل عليه قولها يرحم الله أبا عبد الرحمن وفي رواية لمسلم يغفر الله لأبي عبد الرحمن وغير ذلك من الروايات، قال الحافظ دعت له إشارة إلى أنه نسي.
(٤) مثل مجاهد وعروة كما عرفت من رواية البخاري المذكورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>