للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المرأة من الأسباب المؤدية إلى ذلك، وهذا لا يخفى، ولكن الجهل بالأحكام الشرعية وبالعواقب السيئة التي يفضي إليها التساهل بالوسائل المفضية إلى المنكرات، مع ما يبتلى به الكثير من مرضى القلوب، ومحبي الإباحية، والتمتع بالنظر إلى الأجنبيات، كل هذا يسبب الخوض في هذا الأمر وأشباهه بغير علم، وبغير مبالاة بما وراء ذلك من الأخطار. قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} (١) وقال سبحانه: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} (٢) {إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} (٣) وقال -صلى الله عليه وسلم-: «ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء (٤) » وعن حذيفة بن اليمان -رضى الله عنه- قال: «كان الناس يسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاء الله بهذا الخير فهل بعده من شر؟ قال: "نعم"، قلت: وهل بعد ذلك الشر


(١) سورة الأعراف الآية ٣٣
(٢) سورة البقرة الآية ١٦٨
(٣) سورة البقرة الآية ١٦٩
(٤) أحمد (٥ / ٢٠٠، ٢١٠) ، والبخاري [فتح الباري] برقم (٥٠٦٩) ، ومسلم برقم (٢٧٤٠، ٢٧٤١) ، والنسائي في [السنن الكبرى] كما في [تحفة الأشراف] (١ / ٤٩) ، وابن ماجه برقم (٣٩٩٨) ، والبيهقي في [السنن] (٧ / ٩١) ، والترمذي برقم (٢٧٨٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>