العورات، وروى الترمذي عن طريق ابن مسعود رضي الله عنه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «المرأة عورة (١) » وقال الترمذي: حسن صحيح. أما ما ذكره في السؤال من أن الخمار ينزلق عن الرأس ويرتمي على الكتفين، وكلما أعيد سقط، وأن هذا مشغلة للبال، ولافت للأنظار، ومثار للسخرية والاستهزاء، ومدعاة إلى الخجل- فليس فيه ضرورة تكون عذرا للفتاة المسلمة حتى يباح لها كشف الرأس وما في حكمه من زينتها؛ لأنه ممكن تفاديه بإحكام لبسة الخمار، والتقنع به، ومعرفة مثل هذا سهلة، وخاصة على من نشأت في بلاد إسلامية، وعاشت في بيت محافظ، شأن نسائها الحجاب، بل كل فتاة مسلمة أرادت ضبط ملابسها وإحكام لبستها، وجدت السبيل إلى ذلك دون عناء، وفي الأمثال العربية:(إن العوان لا تعلم الخمرة) ثم إن البيئات التي طغى فيها الانحلال وفساد الأخلاق والأوساط التي عم فيها الاستهزاء بالمحافظات، والسخرية من العفيفات المتسترات توجب على الفتاة المسلمة أن تعتصم بدينها أكثر، وأن تكون المقاومة لديها أشد، وأن تعتد بنفسها وبأخلاقها وبعادتها الكريمة، التي ورثتها من بيئتها الأولى الإسلامية، حتى تكون مثلا أعلى يحتذي حذوها من رآه من أخواتها المسلمات
(١) رواه من حديث عبد الله -رضي الله عنه-: الترمذي ٣ / ٤٧٦ برقم (١١٧٣) ، وابن خزيمة ٣ / ٩٣، ٩٤ برقم (١٦٨٥ -١٦٨٧) ، وابن حبان ١٢ / ٤١٢، ٤١٣ برقم (٥٥٩٨، ٥٥٩٩) ، والطبراني في (الكبير) ٨ / ١٠١ برقم (١٠١١٥) ، وفي (الأوسط) ٨ / ١٠١ برقم (٨٠٩٦) ، والبزار (البحر الزخار) ٥ / ٤٢٧، ٤٢٨ برقم (٢٠٦١، ٢٠٦٢، ٢٠٦٥) ، وابن عدي في (الكامل٣ / ٤٢٣ في ترجمة سويد بن إبراهيم.