للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في هذين الوقتين عددا محدودا لا يزاد عليه ولا ينقص منه ولا جعل التقرب به عن طريق عهد يأخذه الشيخ على مريده، فكان التزام ما ذكر في التقرب بهذه الأذكار بدعة محدثة، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد (١) » رواه البخاري ومسلم وفي رواية لمسلم «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد (٢) » لكن من ذكر الله تعالى بصيغ وردت الأحاديث الثابتة فيها بعدد محدد أو في وقت معين فذلك محمود، مثل ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه (٣) » رواه البخاري ومسلم ومثل ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه قال: «من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر (٤) » رواه البخاري ومسلم إلى أمثال هذا مما وردت النصوص فيه بتحديد زمن أو عدد، فتحري الزمان والعدد في مثل هذا مشروع ما لم يؤد على كيفية محدثة وإلا كان بدعة مذمومة؛ لما تقدم في صدر الجواب.

وقد تنتهي بهم البدع إلى الاستعانة بالأموات والغائبين في


(١) صحيح البخاري الصلح (٢٦٩٧) ، صحيح مسلم الأقضية (١٧١٨) ، سنن أبو داود السنة (٤٦٠٦) ، سنن ابن ماجه المقدمة (١٤) ، مسند أحمد بن حنبل (٦/٢٥٦) .
(٢) صحيح مسلم الأقضية (١٧١٨) ، مسند أحمد بن حنبل (٦/١٨٠) .
(٣) صحيح البخاري بدء الخلق (٣٢٩٣) ، صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (٢٦٩١) ، سنن الترمذي الدعوات (٣٤٦٨) ، سنن ابن ماجه الأدب (٣٧٩٨) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٣٧٥) ، موطأ مالك النداء للصلاة (٤٨٦) .
(٤) صحيح البخاري الدعوات (٦٤٠٥) ، صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (٢٦٩١) ، سنن الترمذي الدعوات (٣٤٦٦) ، سنن ابن ماجه الأدب (٣٨١٢) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٣٧٥) ، موطأ مالك النداء للصلاة (٤٨٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>