للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

س١٧: سمعنا أنكم تعتقدون التقمص وعلى أي شيء تبنونه؟

ج١٧: نعم نعتقد التقمص ونبني هذا الاعتقاد على سببين أحدهما المنقول والثاني المعقول، فأما المنقول قول الآية الكريمة: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (١) فمن هذه الآية الكريمة وبعض آيات غيرها نفسرها طبقا لهذا المعتقد. وأما الذي من المعقول فهو لما كان الله تعالى عادل في خلقه، فلماذا جعل بينهم هذا التفاوت العظيم من غنى وفقر وسعد ونحس وحسن وقبيح. طالما الناس يخلقون جديدا في هذه الدنيا فمن هذا التفاوت الكبير ومن اعتقادنا الراسخ بأن الله جل جلاله منتهى العدل، ومن الآية الكريمة المار ذكرها، فإننا نعتقد التقمص.

ذكر الدرزي التقمص في جوابه عن هذا السؤال (١٧) وأدلته من النقل والعقل في نظر الدروز، وقد تقدم بيان معنى التقمص ومناقشة أدلتهم النقلية عليه في الفقرة الرابعة من مناقشة المحاورة الأولى، وبيان أن القول به مجرد خرص وتخمين، فإن تفصيل البعث والجزاء يوم القيامة وبيان نوعه وكيفيته من الأمور السمعية التي لا مجال للعقول في تحديدها.


(١) سورة البقرة الآية ٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>