للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ماجه في (سننهم) ، ورواه الإمام أحمد في (المسند) (ج ٣ ص ٧٥) .

وسئل الشيخ الإمام أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله عن القدر الذي يصير به من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات، فقال: إذا واظب على الأذكار المأثورة، أي: عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم المثبتة صباحا ومساء في الأوقات والأحوال المختلفة، ليلا ونهارا، وهي مبينة في كتاب: (عمل اليوم والليلة) ، كان من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات، والله أعلم. اهـ.

وقد ذكر ابن كثير في (تفسيره) (ج ٣ ص ٤٩٥) عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} (١) إن الله تعالى لم يفرض على عباده فريضة إلا جعل لها حدا معلوما، ثم عذر أهلها في حال العذر، غير الذكر؛ فإن الله تعالى لم يجعل له حدا ينتهي إليه، ولم يعذر أحدا في تركه إلا مغلوبا على تركه، فقال: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ} (٢) قياما وقعودا وعلى جنوبكم بالليل والنهار، وفي البر والبحر، وفي السفر والحضر، والغنى والفقر، والسقم والصحة، والسر والعلانية، وعلى كل حال، قال


(١) سورة الأحزاب الآية ٤١
(٢) سورة آل عمران الآية ١٩١

<<  <  ج: ص:  >  >>