للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خوفي من فشلي في الدراسة، وخوفي حينما أقابل الله سبحانه وتعالى، وأعتقد أن بقائي في بريطانيا خير من رجوعي إلى أرض الوطن، ذلك أنني كنت أتوقع الفشل من قبل أن أبعث إلى بريطانيا، هل يجب أن أعلن قصتي على أهلي ويعرفونها، هل يجب أن أرجع من بريطانيا وأسلم نفسي إلى القضاء للقصاص؟ مع العلم أني محصن نفسي من عمل اللواط ولن أرتكبه على الإطلاق، ولا أعتقد أن إقامة الحد إلى خشية انتشار هذا المرض الخبيث، ومع ذلك فإنني أصلي وأقوم بالفروض الواجبة، وأنصح الطلبة، وأحذرهم من ارتكاب المعاصي كالزنا وترك الصلاة وغيرها، ولكنني في نفسي أشعر بالندم والحسرة على ذنب اقترف في حقي، أرجو وقد علمتم بقصتي إرشادي إلى ما يجب علي فعله جزاكم الله عني خيرا، فإنكم ستحيون نفسا مشرفة على الموت، ومن أحيا نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا، وما أحمد الله عليه أن رغم كل هذا أن قوة الإيمان تمنعني أن أفكر في الانتحار والعياذ بالله، فهو فيه الهلاك كل الهلاك، ولكن لا أملك إلا أن أقول: رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين.

ج: إذا كان الواقع كما ذكرت، فلا حرج عليك ونرجو الله أن يتقبل توبتك تحقيقا لوعده الصادق، قال الله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} (١)


(١) سورة طه الآية ٨٢

<<  <  ج: ص:  >  >>