للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ففهمت أن السؤال أخذ على غير مراد؛ لذلك رأيت أن أتوسع قليلا في طريقة عرض السؤال هذه المرة حتى يتضح بإذن الله تعالى من المعلوم أنه لا يصف الله أعلم بالله من الله {أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ} (١) ولا يصف الله بعد الله أعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} (٢) {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (٣) فيجب على كل مؤمن أن لا يصف الله إلا بما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، ولو نظرنا إلى أسماء الله وصفاته لوجدنا لفظ الواجد، فإذا ما بحثنا في كلمة (الموجود) لم نجدها في الأسماء والصفات وإنما جرى استخدامها للتعبير عن وجود الله عز وجل، لكن التعبير عن وجود الله ليس بقاصر على استخدام لفظ الموجود بل يمكن التعبير عن وجود الله بأي اسم من أسمائه الثابتة في الحديث الشريف فساعة أن أؤمن وأنطق بأن الله حي أو بأنه هو الأول والآخر فهذا إقرار مني باستمرارية وجود الله من أزل الآزال إلى أبد الآباد، ولكنك قلت بالنص في الخطاب السابق ردا على سؤالي (الوجود نوعان: الأول: وجود ذاتي وهو ما كان وجوده ثابتا له في نفسه لا مكسوبا له من غيره وهذا هو وجود الله سبحانه) . اهـ.

وعندما نظرت في الرد وجدت أنك قسمت لي الوجود نوعان ولكن لم تقل الموجود


(١) سورة البقرة الآية ١٤٠
(٢) سورة النجم الآية ٣
(٣) سورة النجم الآية ٤

<<  <  ج: ص:  >  >>