للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما ذكر في السؤال من كون بعض الناس يعمد إلى شيء من هذه الحيوانات فيجري لها عمليات لا تدعو الحاجة إليها، بل هي إلى اللهو والعبث أقرب- لا شك أنه محرم، لكونه تغييرا لخلق الله، أو تمثيلا بالحيوان، وهذا من عمل الشيطان، كما قال الله تعالى عنه: {لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا} (١) {وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} (٢) الآية وقال النبي صلى الله عليه وسلم لما مر عليه بحمار قد وسم في وجهه: «لعن الله الذي وسمه (٣) » خرجه مسلم في (صحيحه) ، إضافة إلى أن هذه العمليات تبذير وإسراف وإنفاق للمال في غير محله، واللائق بحال المسلم الاقتصاد في صرف الأموال واستعمال المباحات، وأن لا تكون الدنيا أكبر همه ومنتهى أمله، قال الله تعالى في صفات عباده الصالحين: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} (٤)


(١) سورة النساء الآية ١١٨
(٢) سورة النساء الآية ١١٩
(٣) رواه من حديث جابر رضي الله عنه: أحمد ٣ / ٢٩٧، ٣٢٣، والبخاري في (الأدب المفرد) ص ٧٢ برقم (١٧٥) ، ومسلم ٣ / ١٦٧٣ برقم (٢١١٧) ، وأبو داود ٣ / ٥٧ برقم (٢٥٦٤) ، وعبد الرزاق ٤ / ٤٥٩ برقم (٨٤٥١) وابن أبي شيبة ٥ / ٤٠٦، وأبو يعلى ٤ / ٧٦، ١١١- ١١٢ برقم (٢٠٩٩، ٢١٤٨) ، وابن حبان ١٢ / ٤٣٨، ٤٤٣، ٤٤٤ برقم (٥٦٢٠، ٥٦٢٦- ٥٦٢٨) ، والبيهقي ٧ / ٣٥
(٤) سورة الفرقان الآية ٦٧

<<  <  ج: ص:  >  >>