للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنه يدل على تعذيب الكافرين عذابا أدنى قبل قيام الساعة وهو عام لما يصيبهم الله تعالى به في الدنيا وما يعذبهم به في قبورهم قبل أن يبعثوا منها إلى العذاب الأكبر، وثبت في الأحاديث الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم: «كان يستعيذ في صلاته من عذاب القبر ويأمر أصحابه بذلك (١) » وثبت «أنه بعد أن صلى صلاة كسوف الشمس وخطب الناس أمرهم أن يستعيذوا بالله من عذاب القبر (٢) » ، واستعاذ بالله من عذاب القبر ثلاث مرات في بقيع الغرقد حينما كان يلحد لميت من أصحابه، ولو لم يكن عذاب القبر ثابتا لم يستعذ بالله منه ولا أمر أصحابه به. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن قوله تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} (٣) يدخل فيه تثبيت المؤمن وخذلان الكافر عند سؤال كل منهما في قبره، وأن المؤمن يوفق في الإجابة


(١) أحمد (٢ / ٢٣٧، ٢٨٨، ٢٩٨، ٤١٦، ٤٢٣، ٤٥٤، ٤٦٧) ، ومسلم برقم (٥٨٨) ، وأبو داود برقم (٩٨٣) ، والنسائي في [المجتبى] (٣ / ٥٨) ، وابن ماجه برقم (٩٠٩) .
(٢) البخاري [فتح الباري] برقم (١٠٤٩، ١٠٥٥، ١٢٧٢، ٦٣٦٦) ، ومسلم برقم (٩٠٣) ، والبيهقي في [إثبات عذاب القبر] (١٧٧، ١٧٨) .
(٣) سورة إبراهيم الآية ٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>