للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وينعم في قبره، وأن الكافر يخذل ويتردد في الإجابة ويعذب في قبره، وسيجيء ذلك في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قريبا ومن أدلة عذاب القبر أيضا ما ثبت في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما «أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستبرئ من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة فدعا بجريدة رطبة فشقها نصفين وغرز على كل قبر واحدة وقال لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا (١) » وقد تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثبوت سؤال الميت في قبره وثبوت نعيمه فيه أو عذابه حسب عقيدته وعمله بما لا يدع مجالا للشك في ذلك، ولم يعرف عن الصحابة رضي الله عنهم في ثبوت ذلك خلاف؛ ولذا قال بثبوته أهل السنة والجماعة، ومما ورد في ذلك ما رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، والحاكم وأبو عوانة الإسفراييني في صحيحيهما عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: «كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقعد وقعدنا حوله كأن على رؤوسنا الطير وهو يلحد له، فقال أعوذ بالله من عذاب القبر ثلاث مرات، ثم


(١) أحمد (٢ / ٤٤١) ، والبخاري [فتح الباري] برقم (١٣٦١، ١٣٧٨) ، ومسلم برقم (٢٩٢) ، والبيهقي في [إثبات عذاب القبر] برقم (١١٧، ١١٨، ١١٩، ١٢٢، ١٢٣، ١٢٥، ١٢٧، ٢٣٣) ، وابن أبي شيبة في [المصنف] (١ / ١١٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>