للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العلامة قالوا: أعلم الناس بأنساب العرب، وأعلم الناس بعربية وأعلم الناس بشعر، وأعلم الناس بما اختلف فيه العرب، فقال صلى الله عليه وسلم: "هذا علم لا ينفع وجهل لا يضر "، أو كما قال صلى الله عليه وسلم، والسؤال: هل يعني هذا الحديث: أن الإنسان إذا تعلم هذه الأشياء العربية والشعر. . لذاتها فإنها مذمومة، أو لمعنى غير ذلك؟ وما هي الأشياء والمعاني التي قد تفهم خطأ في ظاهر هذا الحديث؟ وهل هناك أحاديث تتعارض مع هذا الحديث؟

ج١: ورد في ذم الشعر أحاديث كثيرة منها الصحيح ومنها غير الصحيح، فمن الصحيح ما رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم وأصحاب السنن، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لأن يمتلئ جوف رجل قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا (١) » ، وقد كان من الصحابة رضي الله عنهم شعراء، ومن أشهرهم حسان رضي الله عنه، وقد أقره النبي صلى الله عليه وسلم على شعره، بل أمره أن ينافح عنه فكان يسلق المشركين بشعره، وقد روى الإمام أحمد وأبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن من البيان سحرا وإن من الشعر حكمة (٢) » ، وعلى هذا يتبين أنه ليس كل الشعر مذموما، بل يذم منه ما كان ماجنا، أو فيه إبطال حق، أو نصر باطل، أو شغل عن حق، أو كان كذبا ونحو ذلك. ويحمد ما كان ضد ذلك، والشعر من جنس الكلام، والأصل فيه الإباحة


(١) صحيح البخاري الأدب (٦١٥٥) ، صحيح مسلم الشعر (٢٢٥٧) ، سنن الترمذي الأدب (٢٨٥١) ، سنن أبو داود الأدب (٥٠٠٩) ، سنن ابن ماجه الأدب (٣٧٥٩) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٤٨٠) .
(٢) سنن الترمذي الأدب (٢٨٤٥) ، سنن أبو داود الأدب (٥٠١١) ، مسند أحمد بن حنبل (١/٣٢٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>