للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكثرتها.

أما القنوت في الوتر فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعله وأنه علمه الحسن بن علي رضي الله عنه، فعن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر وتره «اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك (١) » رواه الخمسة وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: «علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر: " اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك إنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت (٢) » رواه الخمسة وقد عمل بذلك الحنفية والحنابلة، وضعف بعض المحدثين هذين الحديثين ولم يعمل بهما، والأمر في هذا واسع، ولكن الأفضل القنوت في الوتر؛ لهذين الحديثين، فإنهما لا ينزلان عن درجة الحديث الحسن، أما أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت في الوتر حتى فارق الدنيا فلا نعلم في ذلك حديثا ثابتا يدل على ذلك.


(١) أخرجه أحمد ١ / ٩٦، ١١٨ وأبو داود ٢ / ١٣٤ برقم (١٤٢٧) ، والنسائي ٣ / ٢٤٨ - ٢٤٩ برقم (١٧٤٧) والترمذي ٥ / ٥٦١ برقم (٣٥٦٦) ، وابن ماجه ١ / ٣٧٣ برقم (١١٧٩) والمروزي في قيام الليل كما في مختصره (ص ٣١٣) .
(٢) سنن الترمذي الصلاة (٤٦٤) ، سنن النسائي قيام الليل وتطوع النهار (١٧٤٦) ، سنن أبو داود الصلاة (١٤٢٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>