للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو عالما، فإن كان عالما - فهو مشرك شركا أكبر يخرجه عن الإسلام، وإن كان جاهلا فإنه يبين له، فإن رجع إلى الحق فالحمد لله، وإن لم يرجع إلى الحق، فإنه كالعالم في الحكم، والأدلة على ذلك كثيرة، قال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} (١) {لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} (٢) ... إلخ السورة، وقال تعالى: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} (٣) وفي الحديث القدسي: «من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه (٤) » وأما ما ذكره السائل من بناء بيت مزين ومزخرف على هذا القبر - فهذا لا يجوز، فإنه من تعظيم صاحب القبر تعظيما مبتدعا. ومن وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم: «أن لا تدع صورة إلا طمستها ولا قبرا مشرفا إلا سويته (٥) » .

وثبت عنه صلى الله عليه وسلم: «أنه نهى أن يجصص القبر، وأن يقعد عليه، وأن يبنى عليه (٦) » ، وأما الواجب على الفرد في ذلك فقد بينه


(١) سورة الكافرون الآية ١
(٢) سورة الكافرون الآية ٢
(٣) سورة الإخلاص الآية ٤
(٤) صحيح مسلم الزهد والرقائق (٢٩٨٥) ، سنن ابن ماجه الزهد (٤٢٠٢) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٣٠١) .
(٥) الإمام أحمد (١ / ٩٦، ١٢٩) ، و [مسلم بشرح النووي] (٧ / ٣٦) ، والنسائي (٤ / ٨٨، ٨٩) ، والترمذي (٣ / ٣٦٦) .
(٦) الإمام أحمد (٣ / ٢٩٥، ٣٩٩) ، و (٦ / ٢٩٩) ؛ و [مسلم بشرح النووي] (٧ / ٣٧) ، والترمذي (٣ / ٣٦٨) ، وأبو داود (٣ / ٥٥٢) ، والنسائي (٤ / ٨٦، ٨٧) ، وابن ماجه (١ / ٤٩٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>