الإمارات الإسلامية، بعد أن قرئت على الصحابة بين يديه، فأقروها رضي الله عنهم، واحتفظ بالأصل عنده بالمدينة المنورة، وصار المعتبر عند الصحابة رضي الله عنهم هذه المصاحف، وثبت ثبوتا يوجب اليقين، يفيد القطع بأن ما جمع هو ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستمر العمل عليها إلى يومنا هذا، تنقلها كل طبقة من الأمة عمن قبلها، كتابة وحفظا، وقد بلغ عدد من كتبه وحفظه في كل طبقة حدا فوق التواتر الذي لا يبقى معه موضع لريبة ولا يدع مجالا لشك، في أن ما وصلنا هو ما جمعه أبو بكر الصديق أولا ثم عثمان ثانيا رضي الله عنهما. وهذا في إفادة اليقين كالأخبار الكثيرة عن المدن المشهورة، في إفادة اليقين بوجودها، ولو لم يكن إجماع الصحابة رضي الله عنهم على أن ما جمع في المصحف في خلافة أبي بكر وفي المصحف في خلافة عثمان رضي الله عنهما هو القرآن المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم مفيدا لليقين لما كان هناك ما يفيد اليقين سوى المحسوسات، ولو لم تكن الأخبار عن حفظ القرآن في صدور قراء المسلمين وعن كتابتهم إياه مع الإحكام والدقة في الضبط في جميع الطبقات مفيدة لليقين لما كان هناك أخبار تفيد اليقين، ولو أن إنسانا في عصرنا الحاضر الذي خفت فيه عناية المسلمين بالدين أراد أن يجمع القرآن من