للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بقحفها (١)] دفع لما عسى أن يتوهم من قلة الشهوة في الأكل فيشبعون لذلك لا لبركة فيه. قوله [باللقحة] واللقحة هي القريبة بالولاد والحامل، واللبن يقل في الحامل، فلما كان كذلك حال الحوامل فما بال غير الحوامل.

قوله [كأنها عنبة طافية] ضبطوه ههنا بالياء وقد ورد في (٢) في بعض


(١) قال القارئ: بكسر القاف أي بقشرها، قال النووي: هو معقر قشرها، شبهها بقحف الآدمي، وهو الذي فوق الدماغ، وقيل: هو ما انفاق من جمجمته وانفصل، وقال شارح: أراد نصف قشرها الأعلى، وهو في الأصل العظم المستدير فوق الدماغ، وهو أيضًا إناء من خشب على مثاله كأنه نصف المستدير فوق الدماغ، وهو أيضًا إناء من خشب على مثاله كأنه نصف صاع، واستعير ههنا لما يلي رأسها من القشر، انتهى.
(٢) اختلفت الروايات في عيني الدجال، قال صاحب الإشاعة: أعور العين اليمنى كأنها عنبة طافية، وفي رواية: أعور العين اليسرى، وفي حديث سمرة عند الطبراني وصححه ابن حبان والحاكم: ممسوح العين اليسرى، وفي رواية: أعور العين مطموسها وليست حجراء، وهذا معنى طافئة مهموزة، قال الحافظ في الفتح نقلاً عن القاضي عياض: الذي رويناه عن الأكثر وصححه الجمهور وجزم به الأخفش طافية بغير همزة، وضبطه بعض الشيوخ بالهمزة، ومعناه أنها ناتئة نتوء العنبة، وأنكره بعضهم ولا وجه لإنكاره، ثم جمع القاضي عياض بين الروايات بأن عينه اليمنى طافية -بغير همز- ومسموحة أي ذهب ضوئها، وهو معنى حديث أبي داؤد مطموس العين ليست بناتئة ولا حجراء، أي ليست عالية ولا عميقة كما في حديث ابن عمر في الصحيحين، واليسرى طافئة -بالهمز- كما في الرواية الأخرى عنه وهي الجاحظة التي كأنها كوكب دري، وكأنها نخاعة في حائط، أي وهي الخضراء كما جاء كل ذلك في الأحاديث، قال: وعلى هذا فهو أعور العينين معًا فكل واحدة منهما عوراء، وذلك أن العور العيب والأعور من كل شيء المعيب وكلا عيني الدجال معيبة، إحداهما بذهاب نورها والأخرى بنتوئها وخضرتها، قال النووي: وكلام القاضي عياض في نهاية من الحسن، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>