للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليس المقصود تحديده بل المراد تكثير طوله وعرضه حيثما ورد (١). قوله [شفاعي لأهل الكبائر] إن كان المراد بالشفاعة شفاعة (٢) مغفرة المعاصي والسيئات فلا غرو


(١) يعني حيثما ورد بيان مسافة الحوض فالمراد فيه التكثير لا التحديد، وهو إشارة إلى الاختلاف المذكور الوارد في بيان مسافة الحوض.
(٢) قال القاري: الشفاعة خمسة أقسام: أولها مختصة بنبينا صلى الله عليه وسلم وهي الإراحة من هول الموقف، وتعجيل الحساب، الثانية في إدخال قوم الجنة بغير حساب، وهذه أيضًا ورد في نبينا صلى الله عليه وسلم، الثالثة الشفاعة لقوم استوجبوا النار فيشفع فيهم النبي صلى الله عليه وسلم ومن شاء الله، الرابعة فيمن دخل النار من المذنبين فقد جاءت الأحاديث بإخراجهم من النار بشفاعة نبينا والملائكة، وإخوانهم من المؤمنين، الخامسة الشفاعة في زيادة الدرجات في الجنة لأهلها، وهذه لا ننكرها، انتهى أي هذه الأخيرة لا تنكرها المعتزلة وغيرهم أيضًا، فإنهم أولوا أحاديث الشفاعة إلى هذا النوع، وحديث الباب يرد عليهم. عجيبة حكاها النووي في كتاب الأذكار عن بعضهم أنه قال: لا يقل: اللهم ازرقنا شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم فإنها لمن استوجب النار، وهذا جهل وباطل رده النووي والقاضي عياض مع أن شفاعته صلى الله عليه وسلم لأقوام في دخولهم الجنة بغير حساب، ولأقوام لزيادة الدرجات، هذا وكل عاقل معترف بالتقصير محتاج إلى العفو مشفق من كونه من الهالكين، ويلزم هذا القائل أن لا يدعو بالمغفرة أيضًا فإنها لأصحاب الذنوب، رزقنا الله تعالى شفاعة نبيه ووسيع رحمته.

<<  <  ج: ص:  >  >>