للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله [على رمل حصير] أي حصير مرمول، وربما يطلق الحصير وإن (١) قل على ما يجتمع من السعف وأمثاله فيشد ولا يرمل، فأخرجه بزيادة لفظ الرمل. قوله [فوافوا (٢) صلاة الفجر] أي لم يصلوا في مساجدهم بل مع النبي


(١) أي وإن قل هذا الاستعمال، وقال الحافظ: قوله رمال بكسر الراء، وقد تضم، وفي رواية معمر على رمل بسكون الميم، والمراد به النسج، تقول: رملت الحصير وأرملته إذا نسجته، وحصير مرمول أي منسوج، والمراد به هاهنا أن سريره كان مرمولاً بما يرمل به الحصير، ووقع في رواية للبخاري على رمال سرير، وفي رواية على حصير، كأنه أطلق عليه حصيرًا تغليبًا، وقال الخطابي: رمال الحصير ضلوعه المتداخلة بمنزلة الخيوط في الثوب فكأنه عنده اسم جمع، انتهى. قلت: فهي ثلاثة أقوال في تفسير لفظ الحديث: أحدها مختار الشيخ أنه احتراز عن الحصير المشدود بالحبل وغيره بلا نسج، والثاني مختار الحافظ أن المراد منه السرير المنسوج على صورة الحصير، وما وقع في بعض الطرق من إطلاق الحصير مجاز، والثالث مؤدى كلام الخطابي أن المراد ضلوعه المتداخلة، قلت: والأوجه عندي أن المراد يرمل الحصير حاشيته المنسوجة فيه متظاهرة، فتأمل فإني لم أر هذا المعنى في اللغة لكن اللغة لا تأباه، ثم ما أشار إليه المصنف من قوله قصة طويلة هي ما سيأتي في تفسير سورة التحريم مفصلاً بهذا السند.
(٢) قال المجد: وافيت القوم أتيتهم، ولفظ البخاري: فوافقت صلاة الصبح، قال الحافظ: يؤخذ منه أنهم كانوا لا يجتمعون في كل الصلوات، وكانوا يصلون في مساجدهم إذ كان لكل قبيلة مسجد يجتمعون فيه، فلأجل ذلك عرف النبي صلى الله عليه وسلم أنهم اجتمعوا لأمر، ودلت القرينة على تعيين ذلك الأمر وهو احتياجهم إلى المال، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>