للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلى الله عليه وسلم لئلا يعجل القسمة فيبقوا من غير شيء في أيديهم. قوله [ولعلوا] من المجرد (١) فالمفعول ما يسركم، أو من المزيد فهو مفعوله الثاني، والمفعول الأول محذوف أي أملوا نفوسكم ما يسركم، والمراد بما يسركم ما سيفتح عليهم من الفتوح، ولا يبعد أن يراد هذا المال الذي أتى به من البحرين. قوله [أن حكيم بن حزام قال إلخ] وكان (٢) من المؤلفة قلوبهم، فلما رسخ إسلامه واستحكم قال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة إلخ، وإنما قال حكيم: لست أرزأ (٣) أحدًا بعدك لا أن يقول بعد ذلك لأنه إذا آتاه النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يرده وإن ترك السؤال منه صلى الله عليه وسلم أيضًا.

قوله [جعل الله فقره بين عينيه] أي لا يزال الفقر (٤) نصب عينيه.


(١) قال صاحب المجمع: من الأمل أو من التأميل، انتهى قلت: وبالثاني فسره عامة الشراح، انتهى.
(٢) قال الحافظ في الإصابة: كان صديق النبي صلى الله عليه وسلم قبل المبعث، وكان يوده ويحبه بعد البعث لكنه تأخر إسلامه حتى أسلم عام الفتح وكان من المؤلفة، وشهد حنينًا وأعطى من غنائمها مائة بعير ثم حسن إسلامه، انتهى.
(٣) بسكون الراء قبل الزاي أي لا أنقص مال أحد بالسؤال عنه، والأخذ منه بعد سؤالك هذا، أو بعد قولك هذا، كذا في المرقاة، وحمله الشيخ على ظاهر اللفظ، انتهى.
(٤) بأن يطول آماله، فيتعب نفسه بكثرة التردد في طلب المال ولا ينال إلا ما قدر له فيبقى حزينًا ملولاً بعدم حصول أوطاره، قال القاري: روى البيهقي عن عمران بن حصين مرفوعًا: من انقطع إلى الله عز وجل كفاه كل مؤنة، ورزقه من حيث لا يحتسب، ومن انقطع إلى الدنيا وكله الله تعالى إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>