للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله [فإنه يذكرني الدنيا] وكان لنزعه سيان فذكر أحدهما وهو تذكير الدنيا، ولم يذكر الآخر وهو كونه ذا تماثيل ولا ضير (١) فيه، ويحتمل أن يكون تماثيل من غير ذي الروح. قوله [ثم قلت للجارية: كيليه إلخ] وبهذا يعلم أن البركة في ترك الكيل، والمستنبط بالروايات الأخر أن البركة (٢) في الكيل،


(١) يعني لا ضير في أن يذكر وجه واحد من الوجوه المتعددة، وأما على الاحتمال الثاني وهو أن يكون فيه تمثال من غير ذي الروح، فلا يكون له إلا وجه واحد، لكن ذكر صاحب المشكاة برواية أحمد عن عائشة كان لنا ستر فيه تماثيل طير فقال صلى الله عليه وسلم: يا عائشة حويله فإني إذا رأيته ذكر الدنيا، انتهى. فهذا يؤيد الاحتمال الأول، وورد في الصحيحين وغيرهما وجه آخر غير ما ذكر وهو أنه صلى الله عليه وسلم قال: إن الله لم يأمرنا أن نكسو الحجارة والطين.
(٢) فقد أخرج البخاري في صحيحه عن المقدام بن معد يكرب مرفوعًا: كيلوا طعامكم يبارك لكم، وجمع بينهما الحافظ بأن الكيل عند المبايعة مطلوب من أجل تعلق حق المتبايعين فلذا يندب، والكيل عند الإنفاق فقد يبعث عليه الشح فلذا كره، ولم يرض عنه العيني وقال: هذا غير صحيح لأن البخاري ترجم على حديث المقدام باستحباب الكيل والطعام الذي يشتري الكيل فيه واجب، وحكى عن ابن بطال كيلوا أي أخرجوا بكيل معلوم إلى المدة التي قدرتم مع ما وضع الله من البركة في مد المدينة بدعوته صلى الله عليه وسلم، وقيل غير ذلك، والأوجه ما أفاده الشيخ فإنه مجرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>