للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجمع (١) أن النافق (٢) المخرج للخير كيله أولى، وما يترك في البيت ذخرة فالأولى فيه ترك الكيل.

قوله [أخفت في الله وما يخاف أحد] الواو حالية في الموضعين، أي خافوني وآذوني في موضع وزمان لا يخاف فيه ولا يؤذى فيه أحد (٣)، وهو بيت


(١) وقريب منه ما حكى العيني عن المحب الطبري إذ قال: يحتمل أن يكون معنى قوله: كيلوا طعامكم أي إذا ادخرتموه طالبين من الله البركة واثقين بالإجابة، فكان من كاله بعد ذلك إنما يكيله ليتعرف مقداره، فيكون ذلك شكًا بالإجابة فيعاقب بسرعة نفاذه، ويحتل أن تكون البركة التي تحصل بالكيل بسبب السلامة من سوء الظن بالخادم، لأنه إذا أخرج بغير حساب قد يفرغ ما يخرجه وهو لا يشعر فيتهم من يتولى أمره بالأخذ منه، انتهى.
(٢) أي النافد، قال المجد: نفق البيع راج، وكفرح ونصر نفد وفى، انتهى. والمخرج ببناء المفعول، وقوله للخير هكذا في المنقول عنه، والظاهر أنه للخبز يعني ما يخرج لطبخ الخبز ونحوه الأولى أن يكال كي لا يصرف أكثر من مقدار الكفاف حتى يصل إلى حد الإسراف.
(٣) والبلية إذا عمت خفت، قال القاري: هي حكاية حال لا شكاية بال، بل تحدث بالنعمة، وتوفيق بالصبر، وتسلية للأمة لإزالة ما قد يصيبهم من الغمة، أي كنت وحيدًا في ابتداء إظهاري للدين فخوفني في ذلك وأذاني الكفار، ومع ذلك كله كان في قلة من الزاد وعدم الاستعداد، انتهى. ولا يذهب عليك أن الشراح مختلفة في بيان المراد من قوله ثلاثون هل هو شهر كامل أو نصف شهر؟ ومال الشيخ إلى الثاني، كما حكاه في الإرشاد الرضى، وقال: عد كل منها مستقلاً لما أن طعام كل منهما مستقل على حدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>