للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولمواليها. قوله [ثم رفع رأسه فتبسم] ولعله صلى الله عليه وسلم اطلع (١) على ما خطر بباله. قوله [من أي حلل الإيمان شاء] أي من حلل نوع هذا الرجل، فيخير بين حلل الذين هم في منزلته عند الله بحسب أعمالهم، قوله [إلا التراب] وكان خباب (٢) ذا مال (٣)، فلما رأى أن عامة المسلمين قد تمولوا بكثرة الفتوح وليس لأحد منهم كثير احتياج إلى الأموال صرفه في البناء (٤)، ودفع ما كان يتوهم من كونه فعل


(١) قال الحافظ: كأنه صلى الله عليه وسلم كان تفرس في أبي هريرة ما كان وقع توهمه أن لا يفضل له من اللبن شيء، فلذلك تبسم إليه إشارة إلى أنه لم يفته شيء، انتهى.
(٢) بتشديد الموحدة الأولى ابن الأرت بتشديد المثناة الفوقية تميمي سي في الجاهلية وبيع بمكة، وأسلم في سنة ٦ نبوية، وهو أول من أظهر إسلامه فعذب عذابًا شديدًا لذلك، وشهد بدرًا والمشاهد كلها، ومات سنة ٣٧ هـ منصرف على من صفين، كذا في المرقاة، وصلى عليه على، كذا في الإصابة.
(٣) كما يدل عليه ما في رواية المشكاة من الزيادة في هذا الحديث بلفظ: ولقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أملك درهمًا، وإن في جانب بيتي الآن لأربعين ألف درهم، الحديث.
(٤) وهو مختار المحشى إذ قال: لعله بنى مكانًا لأنه كان غنيًا، انتهى. قلت: ولفظ أحمد في مسنده: قال: لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به فقد طال بي مرضي، ثم قال: إن أصحابنا اللذين مضوا لم تنقصهم الدنيا شيئًا وإنا أصبنا بعدهم ما لا نجد له موضعًا إلا التراب، وقال: كان يبني حائطًا له، الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>