للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمطالعة كتب أسماء الرجال أنه تميم بن عطية من تلاميذه، قوله [لقد مزجت] أي كلامك [بكلمة لو مزج (١) بها ماء البحر لمزج] أي غلب (٢) في المزج فإن المغالبة من خواص نصر. قوله [كانا رأي عين] مفعول (٣) مطلق وفعله محذوف.

قوله [احفظ الله بحفظك] كأنها كلية تشمل جميع ما يرد (٤) بعدها على ما يظهر بالتأمل.

قوله [رفعت الأقلام وجفت الصحف (٥)] هذا بناء على العادة فإن الكاتب


(١) قال التوربشتي: قد حرفت ألفاظ هذا الحديث، والصواب لو مزجت بالبحر، قال الطيبي: لعل التخطية من أجل الدراية لا الرواية، إذ لا يقال مزج بها البحر بل مزجت بالبحر، وأنت خبير بأن الإيراد ساقط، أما أولاً فلأن الخلط يكون من الجانبين، فكل من الممتزجين يمتزج بالآخر، وثانيًا غرض الكلام بسياق الحديث أوضح من سياق التوربشي إذ فيه حينئذٍ إشارة إلى أن هذه الكلمة باعتبار الوزر كبيرة وعظيمة بحيث لو مزج بها البحر مع عظمه ووسعه لغلبته.
(٢) إن كانت الرواية ببناء المجهول فلا إشكال في التفسير، وإن كانت ببناء الفاعل فهو مشكل وللتأويل مساغ، وهذا كله بالسياق الذي عندنا من النسخ الهندية والمصرية بصيغة التذكير، وأما على ما حكاه صاحب المشكاة من رواية الترمذي وأحمد وأبي داود بلفظ لمزجته، وهو كذلك في رواية أبي داود بلفظ التأنيث، فالتفسير بقوله لغلبته واضح.
(٣) قال القاري: بالنصب أي يذكرنا بالنار أو الجنة حتى صرنا كأنا نرى الله، أو الجنة والنار رأي عين، فهو مفعول مطلق بإضمار نرى، وفي نسخة بالرفع على أنه مصدر بمعنى اسم الفاعل، أو خبر مبالغة كرجل عدل، انتهى.
(٤) والحديث جميع أجزائه أبواب التصوف.
(٥) لا يقال: إنه يخالف قوله تعالى {يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ} لأن المحو والإثبات أيضًا مما جفت الصحف، كذا في المرقاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>