للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المأخوذة عن ابن ماجة أن ذنوب الأمة قبلت فيها شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في حجة فغفرت، وأما أن كل من حج فإنه يغفر له كل ذنب وإثم وما عليه من حقوق الله وحقوق العباد فغير ثابت (١) إلا أن يعتذر عن المستدلين بأنهم لم يريدوا بذلك إقامة على أن الحج يغتفر فيه جميع ذلك بهذه الرواية، بل الذي أراده أصحاب الاستدلال أن العفو عن حقوق العباد سائغ، وليس بظلم، فلما ظهر بالرواية جواز الصفح عنها وقد وردت في أكثر العبادات كالحج وصلاة التسبيح وغيرها صيغ ظاهرها العموم تحمل على


(١) لكن العمومات المتقدمة تعم كل من حج، وقد ورد نصًا، قال ابن عابدين: وروى ابن المبارك أنه صلى الله عليه وسلم قال: إن الله قد غفر لأهل عرفات وأهل المشعر، وضمن عنهم التبعات، فقام عمر فقال: يا رسول الله! هذا لنا خاصة؟ قال: هذا لكم ولمن أتى بعدكم إلى يوم القيامة، فقال عمر: كثر خير ربنا وطاب، قلت: هذا الحديث ذكره ابن الهمام مفصلاً، فقال: قال الحافظ المنذري: روى ابن المبارك عن سفيان الثوري عن الزبير ابن عدي عن أنس بن مالك قال: وقف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات، الحديث، وفي موطأ مالك عن طلحة بن عبيد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما رئى الشيطان يومًا هو أصغر ولا أدحر ولا أغيظ منه في يوم عرفة، وما ذلك إلا لما يرى من تنزل الرحمة، وتجاوز الله عز وجل عن الذنوب العظام إلا ما رئى يوم بدر، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>