للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العموم ولا يخص منه الكبائر، والمراد عند الأولين بهذه الصيغ خاص، فكل ذنب هو باعتباره في نفسه كبيرة أو صغيرة، فهو بنسبته إلى ما فوقه أو تحته صغيرة أو كبيرة، هذا ولعل الحق (١) الذي لا ينبغي أن يعدل عنه أن الطاعات والعبادات بأسرها تتفاوت بتفاوت القائمين بها إلى مراتب لا تحصى، فكم من (٢) نائم له عند الله أعلى منزلة ومقام، ورب قائم في جوف (٣) الليل ليس له من قيامه


(١) فلله دره ما أجاد في الجمع بين الروايات والعمومات والأصول والخصوص، وعلى هذا فلا يخالفه شيء من الآيات والروايات، كيف لا وهو الحامل رايات التحقيق والرافع ألوية التدقيق، لسان الحقائق الإلهية والمعارف الربانية، رحمه الله تعالى ومن تبعه رحمة واسعة متزايدة إلى يوم القيامة.
(٢) ففي المشكاة برواية مالك وأبي داؤد والنسائي عن معاذ مرفوعًا: الغزو غزوان، فأما من ابتغى وجه الله وأطاع الإمام، وأنفق الكريمة وباسر الشريك، واجتنب الفساد، فإن نومه ونبهته أجر كله، الحديث. وروى هذا المعنى في روايات أخر، وكذا ما ورد في أبي داؤد: من يكون له صلاة بليل يغلبه عليها نوم إلا كتب له أجر صلاته، وكذا ما ورد في روايات: هن يمنعه المرض عما يعتاده يكتب له، وفي الرحمة المهداة برواية الحلية عن سلمان مرفوعًا: نوم على علم خير من صلاة على جهل، وغير ذلك مما في الباب.
(٣) وقد ورد مرفوعًا، ففي المشكاة برواية الدارمي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كم من صائم ليس له من صيامه إلا الظمأ، وكم من قائم ليس له من قيامه إلا السهر، قال المنذري: رواه ابن ماجة والنسائي وابن خريمة في صحيحه، والحاكم وقال: صحيح على شرط البخاري، ولفظهما: رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>