للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

راوياً وهو يعلى بن مملك، ولا يبعد (١) أن يقال فيه مثل ما مر من أنه يمكن روايته عنهما معاً، فلعل ابن أبي مليكه روى الحديث عن أم سلمه رضي الله تعالى عنها تارة، وعن يعلى بن مملك أخرى، فذكر مرة هذا ومرة هذا.

قوله [العين بالعين] حملا على محل (٢) اسم إن لا على لفظة.

قوله [هل تستطيع ربك] بصيغة (٣) الخطاب من المضارع ونصب ربك، والمعنى هل تطيق أن تسأل ربك ونستطيع استطاعة حاصلة من ربك.

قوله [وليس إسناده بالقوى] ولا يلزم بضعف الإسناد في هذا الحديث خلل في القراءة (٤).


(١) هذا أوجه مما قاله الماوى وغيره في شرح الشمائل، أن سماع ابن أبى مليكه من أم سلمه ثابت عند علماء الرجال، فراوية اللبث نحتمل كونها من المزيد في متصل الأسانيد، انتهى. ويؤيد الشيخ اختلاف سياق الروايتين وأيضاً أن المحدثين عامتهم سكتوا عليهما معاً.
(٢) وهكذا بالرفع قرأ الكسائي العين بالعين وما بعده إلى الجروح، ورفع ابن كثير وأبو عمرو وأبو عامر الجروح فقط، والباقون كل ذلك بالنصب، هكذا في البذل.
(٣) قرأ الكسائي بالتاء على الخطاب وفتح الموحدة من ربك، والباقون بالياء على الغيبة ورفع الباء، هكذا في المكرر، قال البيضاوي: هل تستطيع ربك أي سؤال ربك، والمعنى هل تسأله ذلك، انتهى.
(٤) كيف وهي من السبعة المتواترة كما تقدم على أن ضعف الحديث عند الترمذي لا يستلزم الضعف عند غيره، فقد قال السيوطي في الدر: أخرج الحاكم وصححه، والطبراني وابن مردوية عن عبد الرحمن بن غنم قال: سألت معاذ بن جبل عن قول الحواريين، هل يستطيع ربك أو تستطيع ربك فقال: أقرأني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-هل تستطيع ربك بالتاء، انتهى. وقد أخرج المعنى بعدة روايات أخر، فلو سلم الضعف في طريق فهو مؤيد بالروايات الأخر، وقد أخرجه الحاكم بسنده إلى محمد بن سعيد عن عبادة بن نسى بهذا الإسناد، ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره عليه الذهبي، فقول الترمذي: لا نعرفه إلا من حديث رشدين محمول على علمه أو مخصوص بطريق عبد الرحمن بن زياد، فتأمل.

<<  <  ج: ص:  >  >>