للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلفظ عن أم سلمه لم يريدوا بها أم سلمه زوج النبي صلى الله عليه وسلم، بل المراد بها هي (١) أم سلمه الأنصارية التي هي أسماء بنت يزيد فلا اختلاف إلا في التعبير.

قوله [يروى أن ابن عباس وعمرو بن العاص إلخ] استدل بهذه القرينة على أن الراوية السابقة غير صحيحة، وإن (٢) أمكن أن يكون المرافعة إلى الكعب لذهول له عن الراوية إذا، أو ليسلمه الخصم أحسن تسليم، وقد يستدل المستدل على مرامه بحجة هي دون الحجة الأخرى القوية القائمة عنده فلعله لم يذكر الرواية ليثبت المرام بدليل هو دون الموجود عنده، ولا يذهب عليك أن (٣) كعب الأحبار كان من التابعين.


(١) هذا هو الظاهر من كلام المصنف، بل هو المتعين من كلام عبد بن حميد، لكن الأوجه عندي أن الرواية لأم سلمه أم المؤمنين، ولأم سلمه الأنصارية كلتيهما معاً، ولي على ذلك قرائن عديدة فلا إشكال بأن الشيخ في البذل فسر أم سلمه بأم المؤمنين، وقد أخرجه الإمام أحمد بطريقتين في مسانيد أم سلمه أم المؤمنين، وبطريق واحد في ترجمة أسماء بنت يزيد، وهكذا أخرجه الطالسي في مسنده عن أم المؤمنين أم سلمه وأسماء كلتيهما.
(٢) إشارة من الشيخ إلى أن ما استدل به الإمام الترمذي على تضعيف الحديث ليس بتام، فان المرافعة تحتمل وجوهاً عديدة، فلا تكون حجة لتضعيف الحديث، كيف والحديث أخرجه أبو داود وسكت عليه فهو حجة عنده، وأخرجه الحاكم برواية سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في عين حمئة، ثم قال: هذا صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وأقره عليه الذهبي، وفي المكرر قرأ شعبة وحمزة والكسائي وابن عامر بالألف بعد الحاء وياء مفتوحة بعد الميم، والباقون بغير ألف بعد الحاء وبعد الميم همزة مفتوحة، انتهى.
(٣) وكان ماهر التوراة ولذلك سألاه كما ورد في عدة روايات عند السيوطي في الدر منها ما أخرجه عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وغيرهم ان ابن عباس رضي الله تعالى عنه ذكر له أن معاوية بن أبي سفيان قرأ في عين حامية، قال ابن عباس: فقلت لمعاوية: ما نقرأها إلا حمئة. فسأل معاوية عبد الله بن عمر كيف تقرأها؟ فقال عبد الله: كما قرأتها، قال ابن عباس: فقلت لمعاوية: في بيتي نزل القرآن، فأرسل إلى كعب فقال له: أين تجد الشمس تغرب في التوراة، الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>