للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله [ألم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من غلبهم سيغلبون، الآية] فيه قراءتان (١) غلبت على زنة المعروف، وغلبت على المجهول، وعلى حسبه يختلف قوله سيغلبون (٢) فان كان الأول معروفا كان الثاني مجهولا، وبالعكس،


(١) كما ذكرنا هما عامة المفسرين وغيرهم، إلا أن القرأة الأولى وهي غلت ببناء المعلوم ليست بمتواترة، ولذا لم يذكرها من اعتنى من أهل الفن ببيان اختلاف القراء، ولذا حكى بعض المفسرين الإجماع على قراءة غلبت ببناء المجهول، وحكى صاحب البحر المحيط القراءة الأولى عن بعض الصحابة، ثم قال: والجمهور مبيناً للمفعول، وسيغلبون مبيناً للفاعل، انتهى. والقراءة الأولى هي قراءة نصر بن على كما حكاه الشهاب على البيضاوي إذا قال: غلبت بالفتح هي قراءة نصر بن على كما ذكره الترمذي، وهو ثقة ولا يرد عليها اعتراض الزجاج بأنها مخالفة للرواية، ولما أجمع عليه القراء، انتهى. وكذا قال الفتوى على البيضاوي.
(٢) قال ابن عطية: القراءة بضم الغين أصح، وأجمع الناس على سيغلبون بفتح الياء، يراد به الروم، وروى عن ابن عمر أنه قرأ سيغلبون بضم الياء، قال صاحب البحر المحيط: قوله أجمعوا ليس كذلك، إلا ترى أن الذين قرأوا غلبت بفتح الغين هم الذين قرأوا سيغلبون بضم الياء وفتح اللام، وليست هذه مخصوصة بابن عمر، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>