للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والذي يتوقف عليه فهم معنى هذه الكريمة أنه كانت بين الفارس والروم (١)


(١) قال المخازن وغيره: سبب نزول هذه الآية على ما ذكره المفسرون، أنه كان بين فارس والروم قتال، وكان المشركون يودون أن تغلب فارس لكونهم مجوساً أميين، والمسلمون يودون غلبة الروم لكونهم أهل كتاب، فبعث كسرى وقيصر جيشين التقيا بأذرعات وبصري وهي أدنى الشام إلى أرض العرب والعجم، فغلبت فارس الروم فبلغ ذلك بمكة فشق على المسلمين، وفرح المشركون، وتفاعلوا بذلك وقالوا للمسلمين: عنكم أهل كتاب والنصارى أهل كتاب، ونحن وفارس أميون وقد ظهر أخواتنا فأنكم إن قاتلتونا لنظهرن عليكم، فأنزل الله هذه الآيات، وهي مكية بالإجماع، فخرج أبو بكر رضي الله عنه إلى كفار مكة فقال: لا تفرحوا فوالله ليظهرن الروم على فارس أخبرنا بذلك نبينا -صلى الله عليه وسلم-، فقام إليه أبى خلف الجمحي فقال: كذبت أجعل بيننا أجلا أناحبك، والمناحبة بالحاء المهملة القمار- فجعلا الأجل ثلاث سنين، والمناحية على عشر قلائص، ثم مادا الأجل والخطر فجعلاها مائة قلوص إلى تسع سنين، ومات أبى من جرحه -صلى الله عليه وسلم- بعد القفول من أحد، وظهرت الروم على فارس في السنة السابعة من الالتقاء الأول، فأخذ أبو بكر رضي الله تعالى عنه الخطر من ورثه أبى، ملخص من الخازن، والبيضاوي، والجلالين، وفي أخذ أبى بكر رضي لله عنه القمار حجة للحنفية في جواز الربوا في دار الحرب، وما أجاب به الشافعية من أنه كان قبل التحريم وبه جزم الطحاوي، يأباه الأمر بتصدقه، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: إنه سحت، ولا يشكل على الحنفية هذا اللفظ لأنه سحت صورة ثم لا يذهب عليك أن الشيخ تعقب هذه القصة كما سيأتي في تفسير سورة

<<  <  ج: ص:  >  >>