للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله [وهكذا قراءة عبد الله بن مسعود] وقد ثبت أن بعض (١) ألفاظ القرآن كانت تنزل بعد سائر الآية كما ورد في الحديث من نزول قوله تعالى {مِنَ الْفَجْرِ} بعد آية الصيام، وكذلك قوله تعالى {غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ} نزل بعد ما نزلت الآية {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ " فقال ابن أم مكتوم رضي الله تعالى عنه ما قال، فنزل قوله تعالى " غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ" فعل (٢) الله تعالى أنزل أولاً {الذَّكَرَ وَالأُنْثَى} ثم نزل بعد ذلك لفظة {وَمَا خَلَقَ} إلا أنه لم يبلغ ابن مسعود رضي الله تعالى عنه.


(١) قال الحافظ بعد ما حكى حديث الباب: وقراءة أبى الدرداء، وابن مسعود وأصحابه، ثم هذه القراءة لم تنقل إلا عمن ذكر هاهنا، ومن عداهم قرأوا {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى} وعليها استقر الأمر مع قوة إسناد ذلك إلى أبى الدرداء ومن ذكر معه، ولعل هذا مما نسخت تلاوته، ولم يبلغ النسخ أبا الدرداء ومن ذكر معه، والعجب من نقل الحفاظ من الكوفيين هذه القراءة عن علقمة وعن ابن مسعود، وإليهما تنتهي القراءة بالكوفة، ثم لم يقرأ بها أحد منهم، وكذا أهل الشام حملوا القراءة عن أبى الدرداء، ولم يقرأ أحد منهم بهذا، فهذا مما يقوى أن التلاوة= =بها نسخت، انتهى. وقريب منه ما في العيني، وحكى عن المازرى يجب أن يعتقد في هذا وما في معناه أنه كان قرآنا ثم نسخ ولم يعلم من خالف النسخ فبقى على النسخ، انتهى.
(٢) لغة في (لعل) ففي المغنى وحواشيه: في لعل إحدى عشرة لغة أشهرها لعل وعل، انتهى. وما أفاده الشيخ من التوجيه لا يحتاج فيه إلى النسخ، فهذا أوجه مما اختاره الشراح من احتمال النسخ كما تقدم، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>