(٢) لعل الشيخ اضطر إلى هذا التوجيه البعيد لما أن المصنف ذكر لفظ عندي مختصر بموضعين، أولهما في ذيل الكلام على السند، والثاني بعد ذكر طول الحديث، فحمل الشيخ أولهما على المعنى اللغوي ليخلو الكلام عن مجرد التكرار، ففي هذا التوجيه وإن كان نوع من البعد لكنه أقرب من التكرار بلا فائدة، والظاهر عندي أن المراد في كلا الموضعين واحد، وأيا ما كان فالمراد بالحديث الطويل ما سيأتي عند المصنف في تفسير سورة الحج، وأما اختلاف القراء في ذلك ففي المكرر قوله تعالى {وَتَرَى النَّاسَ} قرأ السوسي بالامالة في الوصل بخلاف عنه والباقون بالفتح، هذا في حال الوصل، وأما الوقف فوقف بالإمالة المحضة أبو عمرو وحمزة والكسائي وورش بين بين والباقون بالفتح، وقوله تعالى {سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى} قرأ حمزة والكسائى بفتح السين وسكون الكاف فيهما، والباقون بضم السين وفتح الكاف وبعد الكاف ألف، وأمال الألف بعد الراء أبو عمرو وحمزة والكسائى محضة، وورش بين بين، والباقون بالفتح، انتهى.