فكان الحكم أو الحق محبوساً بها. قوله [قالت: يغزو الرجال ولا تغزو النساء [يعني أنها اشتكت نقصاً لهن في الأمور الدينية حتى أنهن ممنوعة من الخروج إلى المغازي، وكذلك في الحقوق الدنيوية وأعطيها، فان البنت والأخت والزوجة على نصف من حظ الابن والأخ والزوج، وكذلك غيرهم من الورثة، وأما أولاد الأم فإنما سوى بينهم لما أن جهة الأم لما كانت هي الموجبة للحق لهم وإلا كانوا من ذوي الأرحام فكأنها أخذت بنفسها وأتتهم، ولذلك لا ترى نصيب أولاد الأم إلا كنصيب الإناث، والله أعلم.
قوله [وأنزل فيها] لما أنها (١) كانت تقول: مالنا ليس لنا في كتاب الله ذكر فنزلت {إن المسلمين والمسلمات} الآية.
(١) يعني قوله عز اسمه {إن المسلمين والمسلمات} الآية تزل في سؤال أم سلمه لما أنها كانت تقول إلخ، قال السيوطي: أخرج أحمد والنسائي وابن جرير والطبراني وغيرهم عن أم سلمه قالت: قلت للنبي -صلى الله عليه وسلم-: ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال؟ فلم يرعى منه ذات يوم إلا نداؤه على المنبر وهو يقول: يا أيها الناس إن الله تعالى يقول {إن المسلمين والمسلمات} إلى آخر الآية، وأخرج الفريابى وابن أبي شيبة وابن سعد وابن جرير والنسائي وغيرهم عن أم سلمه أنها قالت للنبي -صلى الله عليه وسلم: ما لي أسمع الرجال يذكرون في القرآن، والنساء لا يذكرون؟ فأنزل الله تعالى {إن المسلمين والمسلمات} الآية، وسيأتي في تفسير الأحزاب أن نزولها في سؤال أم عمارة، ولا مانع من الجمع، وذكر البغوي أن أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- قلن: يا رسول الله إن الله ذكر الرجال في القرآن ولم يذكر النساء بخير، فما فينا خير نذكر به؟ إنا نخاف ألا يقبل الله منا طاعة، فأنزل الله هذه الآية، وذكر عن مقاتل أن أم سلمه بنت أبي أمية وأنيسة بنت كعب الأنصارية قالتا نحو ذلك.