للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله [غمزني] من هاهنا يرخص في المنع من النوافل وإن لم يكن فيه كثير مضرة، كمن يذكر الله جهراً أو يقرأ القرآن بصوت غال والنائمون يتضررون به، فأنه لا ضير أن يمنعه فأنه -صلى الله عليه وسلم- منعه من القرآن بقوله: حبك مع أنها لم تكن تضره، ثم في قراءة عبد الله على النبي -صلى الله عليه وسلم- دلالة على أن السماع من غيره قد يربو في حق التدبر على قراءة نفسه، فمن الناس من ينتفع بقراءته أكثر مما ينتفع بقراءة غيره، ومنهم من أمره على خلاف ذلك، وكلاهما مشروع.

قوله [وعيناه تدمعان] لما علم من أحوال أمته وإقبالهم على مولاهم بمعصية. قوله [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ إلخ] وكان (١) إشارة إلى


(١) قال السيوطي: أخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ} ذكر لنا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال حين أنزلت هذه الآية: قد تقرب الله في تحريم الخمر، ثم حرمها بعد ذلك في سورة المائدة وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الربيع قال: لما نزلت آية البقرة قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن ربكم يقدم في تحريم الخمر، ثم نزلت آية النساء فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: إن ربكم يقرب في تحريم الخمر، ثم نزلت آية المائدة فحرمت الخمر عند ذلك، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>