حرمته عن قريب، ثم نزل (١) بعد ذلك قوله تعالى {قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ} ثم حرمت قطعاً
(١) هذا يخالف الروايات الواردة في الباب، فان السيوطي أخرج في الدار بروايات مختلفة كثيرة مرفوعة وموقوفة ما يدل على أن أول شتى نزل في الخمر {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ} ثم نزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ} ثم نزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} الآية ولعل منشأ كلام الشيخ إن لم يكن سبقه قلم ما حكي السيوطي في الإتقان عن بعضهم أن النساء مكية، وهو خلاف قول الجمهور بل هي مدنية، وأخرج الطيالسي وابن جرير والبهقي في الشعب وابن مردويه وغيرهم عن ابن عمر قال: نزل في الخمر ثلاث آيات، فأول شتى نزل {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ} الآية، فقيل: حرمت الخمر، فقالوا: يا رسول الله دعنا ننتفع بها كما قال الله، فسكت عنهم، ثم نزلت {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ الآية، فقيل: حرمت الخمر، فقالوا: يا رسول الله لا نشربها قرب الصلاة فسكت عنهم، ثم نزلت {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} الآية، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: حرمت الخمر. وأخرج ابن أبي شبيه وأحمد وأبو داؤد والترمذي والحاكم وصححاه والنسائي وأبو يعلى وجماعة عن عمر رضي الله عنه أنه قال: اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً فأنها تذهب المال والعقل فنزلت التي في سورة البقرة، فدعى عمر فقرئت عليه، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً فنزلت التي في سورة النساء، فدعى عمر فقرئت عليه، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً، فنزلت التي في المائدة، فدعى عمر فقرئت عليه، فلما بلغ {فهل أنتم منتهون} قال عمر انتهينا انتهينا، انتهى مختصراً، وسيأتي هذا الحديث عند المصنف قريباً.