للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتكفير الذنوب في الدنيا إنما هو على قوة الإيمان وكثرة المصائب، لا أن المؤمنون (١) كافة يلقون الله من غير ما ذنب وإن لم يكن الإيمان كاملا والشدائد كثيرة.

قوله [خشيت سوده أن يطلقها إلخ] لما أن (٢) النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعدل بين أزواجه مع قلة رغبته -صلى الله عليه وسلم- في بعضهن وكثرة رغبتهن إليه -صلى الله عليه وسلم-، فعلمت سوده (٣) أنه عليه الصلاة والسلام لو طلقها لم يبق لها معه تعلق، فهونت في نفسها أن تهب يومها لعائشة رضي الله عنها، وهذا إسقاط والساقط لا يعود مع أن عودها في حقها كان سائغاً لها لو فعلت، وهذا لأن الإسقاط لم يوجد إلا في الحقوق


(١) كان الظاهر المؤمنين، وللرفع توجيهات لا تخفى.
(٢) الروايات متظافرة على أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يقسم لنسائه، وهل كان القسم واجباً عليه أو تبرعاً منه -صلى الله عليه وسلم- مختلف فيه.
(٣) قال الحافظ: هي زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- كان تزوجها وهو بمكة بعد موت خديجة، ودخل عليها بها، وهاجرت معه، ووقع لمسلم قالت عائشة: وكانت أول امرأة تزوجها بعدى، ومعناه عقد عليها بعد أن عقد على عائشة، وأما دخوله عليها فكان قبل دخوله على عائشة بالاتفاق، انتهى. ثم ذكر الروايات المختلفة في أنها لما أسنت وخافت أن يفارقها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالت: يا رسول الله، يومي لعائشة، ومن جملتها ما أخرجه ابن سعد بسند رجاله ثقات من رواية القاسم بن أبي برزة مرسلا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- طلقها فقعدت له على طريقة، فقالت: والذي بعثك بالحق مالي في الرجال حاجة، ولكن أحب أن أبعث مع نساتك يوم القيامة، فأنشدك بالذي أنزل عليك الكتاب هل طلقتي لموجدة وجدتها على؟ قال: لا، قالت: فأنشدك لما راجعتي، فراجعها، قالت: فأنى جعلت يومي وليلى لعائشة حبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>