للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هي الوصية هاهنا، وقيل: اليمين (١) والقصة تقتضى بشطاً في الكلام، وسيرد عليك تفصيله في الحديث الآتي إن شاء الله تعالى، والمقصود في هذا الحديث إنما هو التنبيه (٢) على تخليط الراوي وذكره إياه من غير أن يرتب.

ومعنى قوله [بريء الناس منها] يعني أنها نزلت فينا والناس عن الجريرة المذكورة فيها برءا (٣).

قوله [يريد به الملك] لأن إهداء مثل تيك الأشياء للملوك رابحة أفضل مما تربحه التجارة. قوله [وفقدوا الجام] لأنهم علموا (٤) كونه معه. كيف وقد قال: إنه


(١) ففي البحر المحيط: الشهادة هاهنا هل هي التي تقام بها الحقوق عند الحكام، أو الحضور، أو اليمين؟ ثلثة أقوال: آخرها للطبرى والقفال. وقيل: تأتي الشهادة بمعنى الإقرار وبمعنى العلم وبمعنى الوصية، وخرجت هذه الآية عليه، فيكون فيها أربعة أقوال، انتهى. وفي الجمل: اختلفوا في هذه الشهادة فقيل: هي الشهادة المعروفة التي هي الإخبار بحق الغير على الغير، وقيل: هي حضور وصية المحتضر وقال البيضاوي: المراد بالشهادة الإشهاد في الوصية.
(٢) ولعل ذلك لما أن المصنف تكلم على هذا الحديث وحسن الحديث الآتي، وبين سياقيهما فرق ظاهر، وأيضاً فلما كان الحديث الآتي أخرجه البخاري في صحيحة وأبو داود في سننه جعله الشيخ أصلا وأول هذا الحديث إلى الثاني.
(٣) جمع بريء كالفقهاء.
(٤) وفي بعض الراويات كما ذكرها السيوطي في الدر، والحافظ في الفتح: أن السهمي المذكور مرض فكتب وصيته بيده ثم دسها في متاعه فوجدوا الوصية وفقدوا أشياء الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>