للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إيفاء ما وعد (١) وهو حرام لا يجوز فضلا عن أن يجب.

قوله [كما قال الله تعالى] {وَلَوْ (٢) تَوَاعَدتُّمْ لاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ}

قوله [فذكر الحديث بطولة] وهو مذكور في الكشاف، ولعله مفصل في الصحيحين أيضاً (٣). قوله [بخير يوم أتى عليك منذ ولدتك أمك [ولا يتوهم أنه كيف (٤) فضل يوم قبلت توبته على يوم أسلم لأن الردة أشد من الكفر الأصلي، وليس (٥) سخط الله بأهون منها، أو يقال الفضل جزئي.


(١) والمراد منه قوله {سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ} الآية، ومؤدي الآية كما جزم به أهل التفسير أنه يجوز لهم الاستغفار لأحبائهم فإنه طلب توفيقهم للإيمان فلما تبين أنه أصحاب الجحيم بأن ماتوا على الكفر، فلا يجوز.
(٢) قال الخازن: ولو تواعدتم أنتم والمشركون لاختلفتهم في الميعاد، وذلك لأن المسلمين خرجو ليأخذوا العير، وخرج الكفار ليمنعوها من المسلمين فالتقوا على غير ميعاد، والمعنى لو تواعدتم أنتم والكفار على القتال لاختلفتم أنتم وهم، لقلتكم وكثرة عدوكم، انتهى.
(٣) قلت: أخرجه البخاري في مواضع من كتابة، منها في غزوة تبوك بترجمة مستقلة، وهي (حديث كعب بن مالك)، وكذا أخرجه مسلم في كتاب التوبة في (باب حديث توبة كعب بن مالك).
(٤) قال الحافظ استشكل هذا الإطلاق يوم إسلامه، فأنه مر عليه بعد أن ولدته أمه، وهو خير أيامه، فقيل: هو مستثنى تقديراً وإن لم ينطق به لعدم خفائه، والأحسن في الجواب أن يوم توبته مكمل ليوم إسلامه، فيوم إسلامه بداية سعادته ويوم توبته مكمل لها، فهو خير جميع أيامه وإن كان يوم إسلامه خيرها، فيوم توبته المضاف إلى إسلامه خير من يوم إسلامه المجرد عنها، انتهى.
(٥) لا يقال: إن ذلك كبيرة فكيف يساوي الكفر؟ لأن مزية الكفر على الكبيرة باعتبار أن الكفر لا يغفر، والكبيرة تغفر، فإذا كانت كبيرة بحيث لا تغفر فأي فرق بينهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>