للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيضاً، ثم إن خزيمة بن ثابت لما أقيمت شهادته مقام اثنين أقام كتابته مقام اثنين لذلك، ثم وقع مثل هذا الانفراد حين كتبت المصاحب في خلافه (١) عثمان رضي الله عنه، وكان في آية {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ} الآية، وكان قد التزم في كتابته الثانية أيضاً مثل التزامه في الأولى مع زائدة، وهي العرض والمقابلة مع المصحف الذي كتب أولا، فاتفق أنه لم يجد كريمة {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} الآية مكتوبة مع اثنين وإن كان في المصحف وعلى ألسنة القوم.

قوله [وكان] أي عثمان (٢) [بغاري] أي يجهز [أهل الشام] وأهل العراق ليفتحوا آرمينية وآذربيجان.


(١) قال ابن التين وغيره: الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان أن جمع أبى بكر كان لخشية أن يذهب من القرآن شيء بذهاب حملته، لأنه لم يكن مجموعاً في موضع واحد فجمعه في صحائف مرتباً لآيات سورة على ما وقفهم عليه النبي -صلى الله عليه وسلم-، وجمع عثمان كان لما كثر الاختلاف في وجو القرآن حين قرأوه بلغاتهم على الاتساع، فأدى ذلك بعضهم إلى تخطئة بعض، فنسخ تلك الصحف مرتباً لسورة في مصحف واحد واقتصر من سائل اللغات على لغة قريش كذا في الفتح.
(٢) وبذلك جزم العيني إذ فسر الحديث بقوله: أي كان عثمان يجهز أهل الشام وأهل العراق لغزو آرمينية وآذربيجان وفتحهما، وبسط الحافظ في ضبطهما أشد البسط، ثم قال: وكانت هذه القصة في سنة خمس وعشرين في السنة الثانية أو الثالثة من خلافه عثمان، ثم ذكر الروايات المختلفة في ذلك وقال في آخره: فيكون ذلك في أواخر سنة أربع وعشرين وأوائل سنة خمس وعشرين، وهو الوقت الذي ذكر أهل التاريخ أن آرمينية فتحت فيه، وغفل بعض من أردكناه فزعم أن ذلك كان في حدود ثلاثين.

<<  <  ج: ص:  >  >>