(٢) فقد سكت النبي -صلى الله عليه وسلم- طويلا، ولعله انتظر الوحي، ففي الدر برواية الترمذي والزار وابن جرير وغيرهم عن أبي اليسر قال: أتتنى امرأة تبتاع تمرأ، الحديث، وفيه: وأطرق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- طويلا، حتى أوحى الله إليه {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفِيِ النَّهَارِ} الآية. وبرواية ابن جرير عن إبراهيم النخمي قال: جاء فلان بن مقيب رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله دخلت على امرأة فنلت منها ما ينال الرجل من أهله إلا أني لم أواقعها، فلم يدر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما يجيبه حتى نزلت هذه الآية، وبغير ذلك من الروايات في الباب، وبسط الحافظ في بيان الاختلاف فيما روى في هذا الباب، ثم قال: قد جاء في رواية الترمذي أن اسمه كعب بن مالك أبو اليسر، وذكر بعض الشراح في اسمه نبهان التمار، وقيل: عمرو بن غزية، وقيل: أبو عمرو زيد بن عمرو بن غزية، وقيل: عامر بن قيس، وقيل: عباد، انتهى. ومال الحافظ إلى التعدد لاختلاف سياق ما ورد، وقال العيني: في اسمه ستة أقوال، ثم بسط الأقوال المذكورة، لكنه ذكر بدل زيد بن عمر والمذكور ابن معتب رجلا من الأنصار، وقال: أصح الستة أنه أبو اليسر.