للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فنام موسى ولم ينم فتاة.

قوله [يا موسى إنك على علم] وقد تركت القصة هاهنا، وذكر جواب سؤال موسى، ولم يذكر هاهنا سؤاله (١). قوله [فقال له موسى: قوم حملونا الخ] إما أن (٢) يكون موسى نسى عهده به أصلا، أو نسى ما كان قال له أن


(١) وفي الدر برواية الصحيحين وغيرهما بعد قوله: نعم، أتيتك لتعلمني مما علمت رشداً، قال: إنك لن تستطيع معي صبراً، يا موسى إني على علم من علم الله، الحديث. وفي أخرى بروايتها: قال: نعم، قال: فما شأنك؟ قال: جئت لتعلمني مما علمت رشداً، قال: أما يكفيك أن التوراة بيديك، وأن الوحي يأتيك، يا موسى إن لي علما، الحديث.
(٢) قال صاحب البحر المحيط: الظاهر حمل النسيان على وضعه. وقد قال عليه السلام: كانت الأولى من موسى نسياناً، والمعنى أنه نسى العهد الذي كان بينهما من عدم سؤاله حتى يكون هو المخبر له أولا، وهذا قول الجمهور، وعن أبي بن كعب أنه نسى، ولكن قوله هذا من معاريض الكلام، قال الزمخشري: أراد أنه نسى وصيته، أو أخرج الكلام في معرض النهي عن المؤاخذة بالنسيان، وهو من معاريض الكلام التي ينفي بها الكذب مع التوصل إلى الغرض، كقول إبراهيم: هذه أختي، أو أراد بالنسيان الترك، أي لا تؤاخذني بما تركت من وصيتك أول مرة، وقد تبين ابن عطية كلام أبي بكلام طويل، ولا يعتمد إلا قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: كانت الأولى من موسى نسياناً، انتهى. وقال الحافظ: ما روى عن أبي إسناده ضعيف والمعتمد الأول، ولو كان هذا ثابتاً لاعتذر موسى عن الثانية وعن الثالثة بنحو ذلك، وفي رواية الربيع بن أنس عند ابن أبي حاتم: أن موسى لما رأى ذلك امتلأ غضباً وشد ثيابه، وقال: أردت أهلاكهم، ستعلم أنك أول هالك، فقال له يوشع: ألا تذكر العهد، فأقبل عليه الخضر، فقال: ألم أقل لك، فأدرك موسى الحلم، فقال: لا تؤاخذني، وأن الخضر لما خلصوا قال لصاحب السفينة: إنما أردت الخير، فحمدوا رأيه وأصلحها الله على يده، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>