للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن الزيادة من هذا القبيل لم يكن مقيدة له، ولا ينبغي للأنبياء علم المكاشفة فإنهم بإطلاع السرائر يستضرون، فيختل نظام التبليغ، ثم لا يذهب عليك أن موسى عليه السلام لما كان (١) مأمورا من الله تعالى بإتباعه، وكان حقية علم الخضر قد ثبتت بالوحي (٢) ساغ لموسى عليه السلام أن يسكت، ومع ذلك لم يجد صبرا على ما رأى، فكيف بمتصوفة زماننا الذين هم ليسوا على منزلة من اليقين ثم يعتصمون (٣) في ارتكابهم المناهي بالقصة الواقعة بين الخضر وموسى وأن


كلام الشيخ أنه لو كان كذلك لأحضر الخضر بين يديه ورأى منه العجائب فإنه حي على قول الجمهور.
(١) كما ثبت بعدة روايات منها ما في الدر برواية مسلم وغيره، قال: كيف تصبر على ما لم تحط به خيرا؟ قال: قد أمرت أن أفعله وبرواية الرؤياتي وابن عساكر، قال فما كان لك في قومك شغل عني؟ قال: إني أمرت بذلك.
(٢) فقد ورد في غير ما رواية أن عبدنا خضر أعلم منك وأيضا تقدم قريبا أن موسى كان مأمورا باتباعه.
(٣) قال الحافظ: ذهب قوم من الزنادقة إلى سلوك طريقة تستلزم هدم أحكام الشريعة، فقالوا: يستفاد من هذه القصة أن الأحكام الشرعية العامة تختص بالعامة والأغنياء وأما الأولياء والخواص فلا حاجة بهم إلى تلك النصوص بل إنما يراد منهم ما يقع في قلوبهم لصفاء قلوبهم عن الأكدار فتجلى لهم العلوم الالهية والحقائق الربانية فيقفون على أسرار الكائنات ويعلمون الأحكام الجزئيات فيستغنون بها عن أحكام الشرائع الكليات كما اتفق للخضر فإنه استغنى بما ينجلي له من تلك العلوم عما كان عند موسى ويؤيده الحديث المشهور: استفت قلبك، قال القرطبي: وهذا القول زندقة وكفر

<<  <  ج: ص:  >  >>