للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صنيع عمر بعد نزول الآية ولم يذكر (١) ما صنع جده أبو بكر.

قوله [إن حمدي إلخ] يذكر سيادته في قومه وقبول قوله فيهم، وكان ذلك الرجل قد خطب (٢) فكان منها هذه الجملة أيضًا. قوله [بالألقاب] أراد


(١) وقد ذكر في الروايات الأخر غير رواية ابن الزبير، قال الحافظ: وفي رواية للبخاري في الاعتصام: فكان عمر بعد ذلك إذا حدث النبي صلى الله عليه وسلم بحديث حدثه كأخي السرار لم يسمعه حتى يستفهمه، وقد أخرج ابن المنذر من طريق محمد بن عمر أن أبا بكر الصديق قال مثل ذلك، وهذا مرسل وقد أخرجه الحاكم موصولاً من حديث أبي هريرة نحوه، وأخرجه ابن مردويه من طريق طارق بن شهاب عن أبي بكر قال: لما نزلت «لا ترفعوا أصواتكم» الآية قال أبو بكر قلت: يا رسول الله أليت أن لا أكلمك إلا كأخي السرار، انتهى.
(٢) والقصة مبسطة في كتب التفسير والسير لاسيما في الهدى لابن القيم والبحر المحيط وسيرة ابن هشام، وذكروا خطبة الفريقين وأشعارهما، والجملة أنه قدم وقد بنى تميم وهم سبعون رجلاً، أو ثمانون رجلاً سنة تسع وفيهم الأقرع بن حابس وقد شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة وحنينًا والطائف، فدخلوا المسجد وقت الظهيرة ورسول الله صلى الله عليه وسلم راقد، فجعلوا ينادونه: يا محمد اخرج إلينا، فاستيقظ، وآذى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم من صياحهم، فخرج إليهم، فقال له الأقرع بن حابس: يا محمد، إن مدحي زين وذمي شين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويلك! ذلك الله تعالى، وفي رواية فقالوا: يا محمد، إن مدحنا زين وإن شتمنا شين، ونحن أكرم العرب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذبتم بل مدحة الله الزين وشتمه الشين، وأكرم منكم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، فاجتمع الناس في المسجد، فقالوا: نحن بني تميم جئنا بخطيبنا وشاعرنا نشاعرك ونفاخرك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما بالشعر بعثت ولا بالفخار أمرت ولكن هاتوا، فقام خطيبهم- سماه ابن هشام عطارد بن حاجب- فخطب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس بن شماس: قم فأجب الرجل في خطبته، فقام وخطب، ثم قالوا أشاعرهم: قم فقل أبياتًا تذكر فيها فضل قومك، فأنشد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لحسان: قم فأجبه، فأنشد أبياتًا، ذكر ابن هشام وصاحب البحر المحيط خطبة الفريقين وأشعارهما بألفاظ مختلفة، فلما فرغ حسان بن ثابت قام الأقرع بن حابس فقال: والله ما أدري ما هذا الأمر. تلك خطيبنا فكان خطيبهم أحسن من خطيبنا قولاً. وتكلم شاعرنا فكان شاعرهم أشعر من شاعرنا، ولأصواتهم أحلى من أصواتنا، فأسلموا وجوزهم رسول الله فأحسن جوائزهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>