للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه حذف (١) تركه مختصرًا أنكالاً على الفهم، والمراد لم يأت أحد يوم القيامة بمثل ما جاء إلا أحد قال مثل ما قال، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء إلا أحد زاد عليه، وهكذا فيما بعد، فافهم. قوله [ولم ينبغ لذنب أن يدركه إلخ] وليس المراد نفي تلك الفضيلة عن غير تلك الكلمة، بل إثباتها لها مع كون غيرها أيضًا كذلك فيها، ووجه الفضيلة ما فيها من معاني التوحيد والتكبير وغيرها، ولم يتدنس (٢) بعد بمشاغل دنيوية.

قول [باسمه الأعظم إلخ] وكل أسمائه (٣) تبارك وتعالى أعظم، إلا أن لبعضها


(١) وبذلك جزم صاحب اللمعات كما في هامش المشكاة، إذ قال: لابد من تمحل في بيان معناه بأن يقال: تقدير العبارة لم يأت أحد بمساو له ولا جاء بأفضل مما جاء إلا أحد زاد عليه، فإنه يأتي بأفضل منه، انتهى. وقال القاري: أجيب عن الاعتراض المشهور بأن الاستثناء منقطع، أو كلمة أو بمعنى الواو، قال الطيبي: أي يكون ما جاء به أفضل من كل ما جاء به غيره، إلا مما جاء به من قال مثله، أو زاد عليه، قبل: الاستثناء منقطع. والتقدير لم يأت أحد بأفضل مما جاء به لكن رجل قال مثل ما قاله، فإنه يأتي بمساواته، فلا يستقيم أن يكون متصلاً إلا على تأويل نحو قوله:
وبلدة ليس بها أنيس
وقيل: بتقدير لم يأت أحد بمثل ما جاء به، أو بأفضل مما جاء به إلخ، والاستثناء متصل. انتهى.
(٢) كما يشير إليه قوله: قبل أن يتكلم، فإنه في إبان يومه يكون خاليًا عن الذنوب غالبًا.
(٣) إشارة إلى الجمع بين مختلف ما ورد في الاسم الأعظم، ولذا اختلفت في تعيينه أقوال السلف، ذكر شيئًا منها القاري في المرقاة، وقال: قد استوعب السيوطي الأقوال في رسالته، وقيل: إنه مخفي في الأسماء الحسنى، وأنكر قوم ترجيح بعض الأسماء الإلهية على بعض وقالوا: ذلك لا يجوز لأنه يؤذن باعتقاد نقصان المفضول عن الأفضل، وأولوا ما ورد عن ذلك بأن المراد بالأعظم العظيم، إذ أسمائه كلها عظيمة، وقال أبو جعفر الطبراني: اختلفت الآثار في تعيينه، وعندي أن الأقوال كلها صحيحة، إذ لم يرد في خبر أنه الاسم الأعظم ولا شيء أعظم منه، فكأنه يقول: كل اسم من أسمائه تعالى يجوز وصفه بكونه أعظم فيرجع لمعنى عظيم، وقال ابن حبان: الأعظمية الواردة في الأخبار إنما يراد بها مزيد الداعي في ثوابه إذا دعا بها، وقيل: المراد بالاسم الأعظم كل اسم من أسمائه تعالى دعا به العبد مستغرقًا بحيث لا يكون في خاطره وفكره حالئذ غير الله، انتهى مختصرًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>