(٢) وقال القاري: (فقال) أي النبي -صلى الله عليه وسلم- سؤال امتحان: (أرجو بها خيرًا) أي مالًا كثيرًا، قال الطيبي: وجه مطابقة الجواب السؤال أن جواب الرجل من باب الكناية، أي أسأله دعوة مستجابة فيحصل مطلوبي منها، ولما صرح بقوله: خيرًا فكان غرضه المال الكثير كما في قوله تعالى: {إِنْ تَرَكَ خَيْرًا} [البقرة: ١٨٠]، فرد -صلى الله عليه وسلم- بقوله: إن من تمام النعمة إلخ، وأشار إلى قوله تعالى: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} [آل عمران: ١٨٥]، انتهى. وتبعه ابن حجر، والأظهر أن الرجل حمل النعمة على النعم الدنيوية الزائلة وتمامها على مدعاه، فرده -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك، ودله على أن لا نعمة إلا النعمة الباقية الأخروية، انتهى. (٣) قال الحافظ في الإصابة: بفتح المهملة والموحدة وهمزة مكسورة مقصورة مختلف في صحبتهـ قال ابن السكن: له صحبة، وذكره البخاري في الصحابة وقال ابن حبان: من قال: إن له صحبة فقد وهم، انتهى. وكذا بسط الخلاف في صحبته في التهذيب، وفي التقريب: عمارة بن =شبيب بفتح المعجمة وموحدتين السبأى بفتح المهملة والموحدة وهمزة مقصورة، ويقال فيه يقال له صحبة، وقال ابن حبان: من زعم أن له صحبة فقد وهم، انتهى.