للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسفار الدنيا، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان دأبه الانتقال من أمور الدنيا إلى الآخرة وتنبيههم منها إليها قال: إن الفرد في الحقيقة هو الذي وضع الذكر أقاله وشغل الشغل بالحبيب لسانه وباله.

قوله [فضلًا عن كتاب الناس] الكتاب المصدر والفضل الفاضلون (١)، يعني أن هؤلاء فاضلون وفارغون عن كتابة أعمال الناس، أي هم وراء الكرام الكاتبين.


(١) قال النووي: ضبطوا فضلًا على أوجه، أرجحها بضم الفاء والضاد، والثاني بضم الفاء وسكون الضاد، ورجحه بعضهم، وادعى أنه أكثر وأصوب. والثالث بفتح الفاء وسكون الضاد، وقال عياض: هكذا الرواية عند جمهور شيوخنا في البخاري ومسلم، والرابع بضم الفاء والضاد كالأول لكن برفع اللام، يعني على أنه خبر إن، والخامس فضلًا بالمد جمع فاضل، قال العلماء: ومعناه على جميع الروايات أنهم زائدون على الحفظة وغيرهم من المرتبين مع الخلائق لا وظيفة لهم إلا حلق الذكر، انتهى. ونسبة عياض هذه اللفظة إلى البخاري وهم أنها ليست في الصحيح، إلا أن تكون خارج الصحيح، ولم يخرج البخاري الحديث المذكور عن أبي معاوية أصلًا، وإنما أخرجه من طريقه الترمذي، وزاد ابن أبي الدنيا والطبراني في رواية جرير: فضلًا عن كتاب الناس، ومثله لابن حبان من رواية فضيل ابن عياض، وزاد: سياحين في الأرض، وكذا هو في رواية أبي معاوية عند الترمذي والإسماعيلي عن كتاب الأيدي، ولمسلم من رواية سهل عن أبيه: سيارة فضلا، هكذا في الفتح، وفي المجمع: إن لله ملائكة سيارة فضلا، أي زيادة على ملائكة مرتبين مع الخلائق، وروى بسكون ضاد: وضمها وهما مصدر بمعنى الفضلة والزيادة، وعن الطيبي بسكون ضاد جمع فاضل، وعن النووي أي ملائكة زائدين على الحفظة لا وظيفة لهم سوى حلق الذكر، انتهى. واختلف في عدد الحفظة كما في مراقي الفلاح وحاشيته الطحطاوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>